تهُمُّ المدنيين أيضا..مراكز التكوين المهني العسكرية دعامة لسوق الشغل
يعدّ مركز التكوين المهني العسكري بفندق الجديد من بين مراكز الـ 11 التابعة للمنظومة العسكرية للتكوين المهني والتي تتوزّع على كامل تراب الجمهورية تؤمّن التكوين في عدّة اختصاصات. ولا يقتصر التكوين في مؤسسات التدريب المهني العسكرية على العسكريين بل أيضا يمكن للمدنيين الانتفاع بخدماتها.
انفتاح مراكز التكوين المهني العسكرية على المدنيين انطلق في سنة 2004، وتمّ فتح المجال أمامهم لمتابعة برنامج التكوين المهني الاقطاعي.
وقد تحصّل مركز التكوين المهني العسكري بفندق الجديد مؤخرا على شهادة الجودة ISO 21001 نسخة 2018، ليكون بذلك أوّل مركز للتكوين المهني يتحصّل على هذه الشهادة وثاني مؤسسة على مستوى الجمهورية التونسية بعد كلّية الطب بالمنستير، وقبلها تحصّل المركز على منظومة الجودة ISO 9001 نسخة 2015.
يقع المركز يقع تحت الإشراف البيداغوجي المزدوج لوزارة الدفاع الوطني ووزارة التكوين المهني والتشغيل، عبر الوكالة التونسية للتشغيل المهني التي تمدّ المركز العسكري ببرامج التكوين والمركز الوطني لتكوين المكونين وكالة التشغيل والعمل المستقل للتنسيق حول الاختصاصات وحاجيات سوق الشغل.
بدأ التكوين المهني العسكري عن طريق ورشات تابعة لوزارة الدفاع الوطني في عام 1965، وفي عام 1996 تمّ بعث أربعة مراكز في ولايات بنزرت ونابل ومنوبة وقابس، ليرتفع هذا العدد إلى 11 مركزا حاليا.
وفي سنة 2001 انطلق برنامج تأهيل حاملي الشهادات العليا لتدعيم حاملي هذه الشهادات لمكاسبهم المعرفية وتيسير اندماجهم في الحياة النشيطة سواء من المدنيين أو من المجندين أثناء أداء الخدمة العسكرية.
وتساهم وزارة الدفاع الوطني من خلال المنظومة العسكرية للتكوين المهني في المجهود الوطني لتطوير الموارد البشرية ودعم طاقة التشغيل من خلال تمكين الشابات والشبان من كسب مهارات تؤهلهم للاندماج في الحياة المهنية، وفق ما صرّح به المقدم بالبحرية عبد السلام بنعبد لله، مدير المركز العسكري للتكوين المهني خلال استقبال المركز عددا من ممثلي الصحافة الوطنية الثلاثاء 14 ماي 2024.
وقال بنعبد اللّه إنّ " استراتيجية وزارة الدفاع الوطني 2021 - 20230 في مجال التكوين المهني تقوم على مبدأ تكوين عسكريين ومهنيين ذوي كفاءات مسايرة للتقدم التكنولوجي الذي يلبي تطلعات الشباب والمؤسسات''.
المقدّم عبد السلام بن عبد الله مدير المركز العسكري للتكوين المهني بفندق الجديد
وتضمّ برامج التكوين المهني العسكري ثلاث مستويات وهي تأهيل حاملي الشهادات العليا و التكوين المهني والتدريب المهني، يتمّ خلالها تأمين التكوين للشبان والشابات في اختصاصت متعدّدة.
وبالنسبة للتأهيل المهني لحاملي الشهادات العليا فإنّه يقوم على تدعيم حاملي هذه الشهادات لمكاسبهم المعرفية لتيسير اندماجهم في الحياة النشيطة.
ويتمتّع المجندون من حاملي الشهادات العليا ضمن هذا البرنامج بمنحة شهرية قدرها 200 دينار شهريا.
أمّا التكوين المهني فيضمّ ثلاث مستويات وهي شهادة التقني السامي (تدوم الدراسة عامين) وشهادة الكفاءة المهنية (مدة الدراسة سنة) وشهادة المهارة (مدة الدراسة 9 أشهر).
مؤهل التقني السامي يوفّر اختصاصي تكوين في الصناعة الميكانيكية أو ميكانيك السيارات، فيما توفّر شهادة الكفاءة المهنية اختصاصات ميكانيك السيارات ومطال والدهن واللّحام.
وفي ما يتعلّق بالتدريب المهني فهو مفتوح أمام الشبان الذين أنهوا تعليمهم بالسنة السادسة أساسي، وتمتد مدّة التكوين على سنتين تنتهي بالحصول على شهادة المهارة في ختصاص ميكانيك السيارات والمطال والدهن واللّحام.
ومن المنتظر أن تتعزّز منظومة التكوين المهني العسكري بمركزين آخرين وهما المركز العسكري للتكوين المهني في الغطس في بجرجيس قريبا والمركز العسكري للتكوين المهني لمهن البحر بخليج الشعرة.
متابعة: شكري اللّجمي
تصوير ومونتاج: إيهاب الفرشيشي